افتتحت شركة 'شنايدر الكتريك' الفرنسية العالمية المختصة في إدارة الطاقة، اليوم الأربعاء، أول مركز تدريب لحلول الطاقة في فلسطين، في المدينة الصناعية متعددة التخصصات في هندازة، قرب مدينة بيت لحم.
ويهدف المركز إلى تدريب المهندسين والخبراء الفنيين المتخصصين في تركيب المعدات الكهربائية، وتعتبر شركة شنايدر، الشركة الأولى التي تتخذ مقرا لها في المنطقة الصناعية التي أنشأت في أعقاب زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى فلسطين في حزيران 2008.
وقال رئيس سلطة الطاقة عمر كتانة إن الحكومة، والسلطة الوطنية، تولي أهمية كبيرة للقطاع الخاص، وتعمل على تشجيع الاستثمار في فلسطين بشكل عام.
وأضاف أن وجود شركة عالمية في قطاع الطاقة تعمل في فلسطين، من شأنه أن يطور من هذا القطاع في الوطن بشكل كبير، ويخدم الشركات العاملة في الوطن وكذلك المواطنين.
من جهته، قال القنصل الفرنسي العام في القدس فريدريك ديزانو 'إن افتتاح مكتب لشركة شنايدر هنا، يعتبر تعزيزا لاقتصاد بيت لحم، وفلسطين بشكل عام، ويعزز الشراكة الفرنسية الفلسطينية في المجال الاقتصادي'.
وأضاف أن 'افتتاح مكتب في فلسطين يؤكد قوة العلاقة الفلسطينية الفرنسية، وهو جزء من التعاون والدعم الاقتصادي للسلطة الوطنية'.
وأشار إلى أن مشروع منطقة بيت لحم الصناعية يعتبر استثمارا فرنسيا فلسطينيا حظي بتمويل، بشكل عطاء بمبلغ 10 ملايين يورو من قبل الحكومة الفرنسية، في إطار المساعدات التي تقدمها فرنسا لتنمية القطاع الخاص الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، لضمان نمو قابل للحياة في الأرض الفلسطينية.
وأوضح أن المشروع من شأنه دعم خلق مشاريع مشتركة بين شركات فرنسية وفلسطينية، وخلق فرص أعمال عديدة في منطقة بيت لحم.
بدوره، قال رئيس الغرفة التجارية الصناعية في محافظة بيت لحم سمير حزبون إن وجود شركة عالمية عاملة في فلسطين، يفتح مجالا واسعا للاستثمار في فلسطين، وبالتحديد في المنطقة الصناعية الجديدة في مدينة بيت لحم، مضيفا أن شركة شنايدر تعتبر الشركة الأولى التي تفتح مكتبا لها في المنطقة الصناعية –هندازة.
وأشار إلى أن شركة شنايدر ستعمل على تعزيز مناخ الاستثمار في مدينة بيت لحم، معربا عن أمله بأن تحذو العديد من الشركات العالمية حذو شنايدر، بافتتاح فروع لها في فلسطين.
من جهته، قال نائب الرئيس التنفيذي للشركة في وسط أوروبا مارك كولوريير إن افتتاح مكتب الشركة يعتبر بمثابة حجر الأساس في سبيل تعريف السوق الفلسطيني بحلول الطاقة المبتكرة والفعالة.
وأضاف أن شركة شنايدر تسعى لدعم الاقتصاد المحلي وتحسين الإنتاجية، والاستخدام الأمثل للطاقة في مجالات أساسية في السوق الفلسطينية، كالمياه، والمياه العادمة، ومصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى المنشآت الصناعية، والمرافق العامة، والبنية التحتية، والبناء.
وأوضح أن مسؤولية شنايدر تنبع من كونها متخصصة عالميا في مجال إدارة الطاقة، ما يحتم عليها الترويج لحلول استخدام الطاقة بفعالية بين المهنيين والطلبة، مؤكداً أن الشركة تولي اهتماما شديدا بالاقتصاد المحلي ومجالات الطاقة.
وأشار إلى أن المركز سيقدم دورات هندسية وحلقات نقاش ستستهدف المهنيين الفلسطينيين، 'إضافة إلى أننا سنقوم بتوقيع اتفاقيات تعاون مع الكثير من الجامعات المحلية كجامعة بوليتيكنيك فلسطين'، كاشفا أنه في المراحل الأولى سيتم تدريب عدد من المهندسين والطلبة من قبل مختصين من الشركة، أما الخطوة اللاحقة فتتضمن إعداد مدربين محليين، يساهمون في توجيه وتدريب الطلبة والمهندسين الآخرين.
وأضاف كورولير أنه تم تصميم الدورات بحيث تقدم مستوى عال من الخبرة بتطرقها لأمور الكفاءة، وتطبق المعايير الآمنة والموثوق بها، إضافة إلى توفيرها الكبير للطاقة، والالتزام بسياسة الشركة الخاصة بحماية البيئة، والحفاظ عليها.
وقال إن المشروع 'يعتبر قاعدة لتطوير الاقتصاد المحلي الفلسطيني، إضافة إلى تثبيت وجود الشركة في السوق الفلسطينية، كما تم بناء شبكة من الشركاء المحليين في مجال الطاقة في فلسطين، ونتطلّع إلى مضاعفتها في المرحلة المقبلة'.
يشار إلى أن مركز حلول 'شنايدر إلكتريك' درب أكثر من عشرين مهندساً محلياً خلال الأيام الماضية، وتمحور التدريب حول تكنولوجيا الضغط المتوسط للكهرباء، وتنهي الشركة حالياً الترتيبات لعقد عدة دورات في تكنولوجيا الضغط الكهربائي المنخفض، في أواخر الشهر الجاري.
ومن الجدير ذكره، أن شركة 'شنايدر إلكتريك' الفرنسية تأسست عام 1836، وتعمل في المجالات الحيوية للطاقة وحلولها المتكاملة، من قطاع مراكز المعلومات، وقطاع الصناعات، وقطاع الطاقة والبنية التحتية، والقطاع العقاري التجاري، والقطاع السكني، وتتوزع في مائة دولة حول العالم، ويضم كادرها أكثر من 110,000 موظف، استطاعوا الوصول إلى حجم مبيعات 20 مليار يورو خلال عام 2010، من خلال الالتزام الفعّال بمساعدة الأفراد والمؤسسات المختلفة بالاستفادة القصوى من طاقتهم المستهلكة.